للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

إعْرَابُ نَعْتِ النّكِرَةِ الْمُتَقَدّمِ:

وَقَوْلُهُ: وَلِلْكُفّارِ حَامِيَةً سَعِيرُ. نَصَبَ حَامِيَةً عَلَى الْحَالِ مِنْ سَعِيرٍ؛ لِأَنّ نَعْتَ النّكِرَةِ إذَا تَقَدّمَ عَلَيْهَا نُصِبَ عَلَى الْحَالِ، وَأَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ فِي مِثْلِهِ:

لِمَيّةَ مُوحِشًا طَلَلُ «١»

وَأَنْشَدَ أَيْضًا [لَذِي الرّمّةِ] :

وَتَحْتَ الْعَوَالِي وَالْقَنَا مُسْتَكِنّةٌ ... ظِبَاءٌ أَعَارَتْهَا الْعُيُونُ الْجَآذِرُ


(١) يرى ابن الحاجب فى أماليه على أبيات المفصّل أنه يجوز أن تكون كلمة موحشا حالا من الضمير فى «لمية» لأن جعل الحال من المعرفة أولى من جعلها من النكرة متقدمة عليها، لأن هذا هو الكثير الشائع، وذلك قليل، فكان أولى، ويذهب ابن جنى فى شرح الحماسة والزمخشرى فى تفسير: «وجعلنا فيها فجاجا سبلا» والخبيصى فى شرحه لكافية ابن الحاجب يذهبون إلى أن موحشا حال من طلل، لأنها وصف لنكرة، وتقدمت عليها، والكرمانى يرى أن موحشا لا يجوز أن تكون حالا من طلل؛ لأنها مبتدأ، والحال لا تكون إلا من الفاعل أو المفعول، والبيت هو:
لمية موحشا طلل ... يلوح كأنه خلل
والخلل- بكسر الخاء- جمع خلة وهى بطائن يغشى بها أجفان السيوف منقوشة بالذهب وغيره والبيت ينسب لكثير عزة كما فعل سيبويه ص ٢٧٦ ح ١ الكتاب، ومن يقول بهذا يرويه «لعزة موحشا، لأن عزة اسم محبوبة كثير، وقيل إن البيت لذى الرمة، ومن يقول بهذا يرويه: «لمية موحشا» لأن مية اسم محبوبة ذى الرمة انظر ص ٣٤٤ ج ٢، ص ١٨٩ ج ٣ خزانة الأدب للبغدادى طبع السلفية وهناك آخر:
لمية موحشا طلل قديم ... عفاه كل أسحم مستديم

<<  <  ج: ص:  >  >>