للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذَلِكَ جِبْرِيلُ، فَقَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إنّ هَذَا لَمَلَكٌ، وَمَا هُوَ بشيطان.

ــ

كِتَابُ الْمَبْعَثِ مَتَى بُعِثَ رَسُولُ اللهِ؟:

ذَكَرَ ابن إسحاق أن رسول الله- صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بُعِثَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ مِنْ مَوْلِدِهِ عَلَيْهِ السّلَامُ «١» ، وَهَذَا مَرْوِيّ عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ، وَجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ وَقَبَاثِ بْنِ أَشْيَمَ، وَعَطَاءٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيّبِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَهُوَ صَحِيحٌ عِنْدَ أَهْلِ السّيَرِ وَالْعِلْمِ بِالْأَثَرِ، وَقَدْ رُوِيَ أَنّهُ نُبّئَ لِأَرْبَعِينَ وَشَهْرَيْنِ مِنْ مَوْلِدِهِ، وَقِيلَ لِقَبَاثِ بْنِ أَشْيَمَ: مَنْ أَكْبَرُ، أَنْتَ أَمْ رَسُولُ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ أَكْبَرُ مِنّي، وَأَنَا أسنّ منه، وولد رسول


(١) اضطربت الأقوال حول سنه صلى الله عليه وسلم حين بعث. فبعض يقول: إنه بعث بعد اثنتين وأربعين سنة، وهو مروى عن مكحول. وآخرون يقولون: وهو ابن ثلاث وأربعين، وهو رأى الواقدى وابن عاصم والدولابى. ومما ذكره ابن حجر فى الفتح: حديث ابن عباس: فمكث بمكة ثلاث عشرة أصح مما عند أحمد من وجه آخر عنه: أنزل عَلَى النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وأربعين، فمكث بمكة عشرا، وأصح مما أخرجه مسلم من وجه آخر عنه: أقام بمكة خمس عشرة سنة. وبعثه فى رمضان هو المشهور عند الجمهور. وفى الفتح أيضا: فعلى الصحيح المشهور أن مولده فى ربيع الأول يكون حين أنزل عليه ابن أربعين سنة وستة أشهر، وفى حديث رواه الشيخان والترمذى أنه بعث لأربعين سنة، ومكث بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>