إنّهَا اسْمٌ لَا حَرْفٌ، وَيُمْكِنُ الْجَمْعُ بَيْنَ قَوْلَيْهِمَا عَلَى هَذَا، فَتَكُونُ اسْمًا، وَتَكُونُ شَرْطًا، وَيُحْتَمَلُ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ عَلَى قَوْلِ الْخَلِيلِ: خَبَرِيّةً فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالِابْتِدَاءِ، وَيَكُونَ الْخَبَرُ: لَتُؤْمِنُنّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنّهُ، وَإِنْ كَانَ الضّمِيرَانِ عَائِدَيْنِ عَلَى الرّسُولِ، لَا عَلَى الّذِي، وَلَكِنْ لَمّا قَالَ: رسول مصدّق لما معكم، ارْتَبَطَ الْكَلَامُ بَعْضُهُ بِبَعْضِ، وَاسْتَغْنَى بِالضّمِيرِ الْعَائِدِ على الرسول عن ضمير يعود
- جواب القسم، لأن أخذ الميثاق قسم فى المعنى، فأما قوله: ثم جاءكم» ، فهو معطوف على: ما آتيتكم، والعائد على «ما» من هذا المعطوف فيه وجهان. أحدهما: تقديره: ثم جاءكم به، واستغنى عن إظهاره بقوله: به فيما بعد. والثانى: أن قوله: لما معكم فى موضع الضمير، تقديره: مصدق له؛ لأن الذى معهم هو الذى آتاهم ويجوز أن يكون العائد ضمير الاستقرار العامل فى مع، ويجوز أن تكون الهاء فى: به، تعود على الرسول، والعائد على المبتدأ: محذوف، وسوغ ذلك طول الكلام، وأن تصديق الرسول تصديق للذى أوتيه، والقول الثانى: أن ما: شرط واللام قبله، لتلقى القسم كالتى فى قوله: لتن لم ينته المنافقون، وليست لازمة بدليل قوله: وإن لم ينتهوا عما يقولون، فعلى هذا تكون «ما» فى موضع نصب باتيت والمفعول الثانى: ضمير المخاطب، و «من كتاب» مثل «من آية» فى قوله: ما ننسخ من آية، وباقى الكلام على هذا الوجه ظاهر» ثم ذكر وجه إعرابها إذا قرئت بفتح اللام وتشديد الميم، كما ذكر قبل وجه إعرابها إذا قرئت بكسر اللام وتخفيف الميم ص ٨٣ ج ١ إملاء ما من به الرحمن لأبى البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبرى