(٢) فى كتاب الأضداد للصغانى: تحنث إذا أتى الحنث، وإذا تجنبه، ومثله فى كتاب الأضداد لأبى بكر الأنبارى، وفيه: تحوب الرجل إذا تجنب الحوب، وهو الإثم العظيم، ولا يستعمل تحوب فى المعنى الاخر. وقال بعض أهل اللغة. تصدق الرجل إذا أعطى، وتصدق إذا سأل «ص ١٤٥، ١٥٤ الأضداد ط ١٣٢٥ هـ لمحمد ابن القاسم بن بشار الأنبارى أبى بكر. ويقول الخشنى عن رأى ابن هشام فى التحنث وأنه التحنف: «فالجيد فيه أن يكون فيه التحنث هو الخروج من الحنث أى: الإثم، كما يكون الإثم الخروج عن التأثم، لأن تفعّل قد تستعمل فى الخروج عن الشىء، وفى الانسلاخ عنه، ولا يحتاج فيه إلى الإبدال الذى ذكره ابن هشام» ص ٧٥: هذا ولصيغة تفعّل معان مذكورة فى مصادرها فانظرها مثل ج ١ ص ١٤٠ الشافية للرضى. وفى الصحيحين أنه جاور بحراء شهرا. وذكر ابن إسحاق أنه شهر رمضان. وليس هنالك نص صريح أو صحيح يبين لنا كيف كان يتحنث. وأذكر هنا بقول الله سبحانه عما كان عليه محمد قبل البعثة: «ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ» وقوله: «وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى» فهى إذا كانت عزلة عن مجتمع جاهلى عربدت فيه الخطيئة. والمفهوم من كلام ابن هشام أن هذا التحنث أمر كانت تأتيه قريش فى جاهليتها.