(١) فى البخارى فى باب التفسير: «إن عفريتا من الجن تفلت على البارحة- أو كلمة نحوها- ليقطع على الصلاة، فأمكننى الله تبارك وتعالى منه، وأردت أن أربطه إلى سارية من سوارى المسجد، حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخى سليمان- عليه الصلاة والسلام: رب اغفر لى، وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدِ مِنْ بعدى، قال روح- يعنى ابن عبادة راوى الحديث: فرده خاسئا. وهكذا رواه مسلم والنسائى من حديث شعبة به، وروى مسلم فى صحيحه عن أبى الدرداء قال: قام رسول الله صلى عليه وسلم يصلى، فسمعناه يقول: أعوذ بالله منك، ثم قال ألعنك بلعنة الله ثلاثا- وبسط يده كأنه يتناول شيئا، فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول الله سمعناك تقول فى الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك، ورأيناك بسطت يدك، قال صلى الله عليه وسلم: إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله فى وجهى، فقلت: أعوذ بالله منك ثلاث مرات، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة، فلم يتأخر ثلاث مرات، ثم أردت أن آخذه. والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به صبيان أهل المدينة. وفى حديث أحمد عن أبى سعيد الخدرى أنه كان فى صلاة الصبح فالتبست عليه القراءة، وأنه قال بعد انتهاء الصلاة: (لو رأيتمونى وإبليس فأهويت بيدى، فمازلت أخنقه حتى وجدت يرد لعابه بين أصبعى هاتين- الإبهام والتى تليها- ولولا دعوة أخى سليمان لأصبح مربوطا بسارية من سوارى المسجد يتلاعب به صبيان المدينة) ولقد قيل هنا: كيف يقال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم- ذكر دعوة سليمان، ولم يذكر إنتظار الله لإبليس حتى يوم الدين؟ وربنا أعلم بما كان.