(١) فى فتح البارى: «اختلف العلماء فى المراد بها على اثنى عشر قولا. أولها: الجنون، وأن يكون ما رآه من جنس الكهانة. جاء مصرحا به فى عدة طرق، وأبطله أبوبكر بن العربى، وحق له أن يبطل، لكن حمله الإسماعيلى على أن ذلك حصل له قبل حصول العلم الضرورى له: أن الذى جاءه ملك، وأنه من عند الله تعالى. ثانيها: الهاجس وهو باطل أيضا، لأنه لا يستقر، وهذا استقر، وحصلت بينهما المراجعة، ثالثها: الموت من شدة الرعب، رابعها: المرض، وقد جزم به ابن أبى جمرة. خامسها: دوام المرض، سادسها: العجز عن حمل أعباء النبوة، سابعها: العجز عن النظر إلى الملك من الرعب، ثامنها: عدم الصبر على أذى قومه، تاسعها: أن يقتلوه، عاشرها: مفارقة الوطن، حادى عشرها: تكذيبهم إياه، ثانى عشرها: تعييرهم إياه، وأولى هذه الأقوال بالصواب وأسلمها من الارتياب: الثالث واللذان بعده، وما عداها معترض والله الموفق» ص ٢٧ ج ١ ط الحلبى. هذا، ويحسن أن ننقل هنا بعض ما ورد فى الصحيحين حول هذا عن مشكاة المصابيح عن ابن عباس، قال: بعث رسول «ص» لأربعين سنة، فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه، ثم أمر بالهجرة، فهاجر عشر سنين، ومات، وهو ابن ثلاث وستين سنة. «متفق عليه» وعنه: قال: أقام رسول الله «ص» بمكة خمس عشرة سنة يسمع الصوت، ويرى الضوء سبع سنين، ولا يرى شيئا. وثمانى سنين يوحى إليه، وأقام بالمدينة عشرا، وتوفى وهو ابن خمس وستين «متفق عليه» والأولى أضبط. «بدء الوحى» وعن عائشة رضى الله عنها: قالت: أول ما بدى به رسول الله «ص» من