للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

أعوذ بربى من النافثا ... ت فى عقد الْعَاضِهِ الْمُعْضِهِ

وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ:

يَا لِلْعَضِيهَةِ «١» وَيَا لِلْأَفِيكَةِ [وَيَا لِلْبَهِيتَةِ]

شَرْحُ لَامِيّةِ أَبِي طَالِبٍ:

فَصْلٌ: وَذَكَرَ قَصِيدَةَ أَبِي طَالِبٍ إلَى آخِرِهَا، وَفِيهَا: وَأَبْيَضَ عَضْبٍ مِنْ تُرَاثِ الْمَقَاوِلِ. قَدْ شَرَحْنَا الْأَقْيَالَ وَالْمَقَاوِلَ، فِيمَا تَقَدّمَ، وَتُرَاثٌ أَصْلُهُ:

وُرَاثٌ مِنْ وَرِثْت، وَلَكِنْ لَا تُبْدَلُ هَذِهِ الْوَاوُ تَاءً إلّا فِي مَوَاضِعَ مَحْفُوظَةٍ، وَعِلّتُهَا كَثْرَةُ وُجُودِ التّاءِ فِي تَصَارِيفِ الْكَلِمَةِ، فَالتّرَاثُ مَالٌ قَدْ تُوُورِثَ، وَتَوَارَثَهُ قَوْمٌ عَنْ قَوْمٍ، فَالتّاءُ مُسْتَعْمَلَةٌ فِي التّوْرِيثِ وَالتّوَارُثِ، وَكَذَلِكَ تُجَاهُ الْبَيْتِ، التّاءُ مُسْتَعْمَلَةٌ فِي التّوَجّهِ وَالتّوْجِيهِ وَنَحْوِهِ، فَلَمّا أَلْفَوْهَا فِي تَصَارِيفِ الْكَلِمَةِ لَمْ يُنْكِرُوا قَلْبَ الْوَاوِ إلَيْهَا، كَمَا فَعَلُوا فِي رَيْحَانٍ وهو من الرّوح لكثرة الياء


(١) كسرت اللام فى ثلاث الكلمات على معنى: اعجبو لهذا العضيهة الخ، فإذا فتحت فمعناه الاستغاثة، ويقال ذلك عند التعجب من الإفك العظيم والزيادة من اللسان. وعضه بفتح الضاد وكسرها، وأعضه جاء بالعضيهة، وعضهه يعضهه بفتح الضاد. قال فيه ما لم يكن وفى البخارى عن ابن عباس فى هذه الاية أنه قال: هم أهل الكتاب جزأوه أجزاء، فامنوا ببعض، وكفروا ببعض ونسب إلى ابن عباس أيضا فى غير البخارى أنه قال عن عضين: السحر. قال عكرمة: العضه: السحر بلسان قريش. ورأى ابن عباس الذى ذكره البخارى هو الأوفق

<<  <  ج: ص:  >  >>