للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أمر اللَّه، ولشفاء الأبدان من آلامها وأسقامها. وأما الرحمة فإن ما فيه من الأسباب والوسائل التي يحث عليها متى فعلها العبد فاز بالرحمة والسعادة الأبدية والثواب العاجل والآجل» (١).

«ولا شك ولا ريب أن العلاج بالقرآن الكريم وبما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من الرقى هو علاج نافع، وشفاء تام، قال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصلت: ٤٤]، ومن هنا لبيان الجنس، يعني: من في قوله: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ} [الإسراء: ٨٢ [، فإن القرآن كله شفاء كما في الآية الكريمة: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (٥٧)}] يونس: ٥٧]. فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء بالقرآن، وإذا أحسن العليل التداوي به وعالج به مرضه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبدًا، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها، فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على علاجه وسببه، والحمية منه لمن رزقه اللَّه فهمًا لكتابه» (٢).


(١) تفسير ابن سعدي ص ٦٠٣.
(٢) انظر: زاد المعاد (٤/ ٥١٩ - ٥٢٠).

<<  <   >  >>