للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أكبر الأدوية، وتُوجب لها هذه القوة دفع الألم بالكلية؟ ولا ينكر هذا إلا أجهل الناس، وأغلظهم حجابًا، وأكثفهم نفسًا، وأبعدهم عن اللَّه وعن حقيقة الإنسانية» (١).

روى مسلم في صحيحه من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- إذا اشتكى منا إنسان مسحه بيمينه ثم قال: «أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا» (٢).

وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة -رضي الله عنها-: أن رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه أو كانت به قرحة أو جرح قال النبي -صلى الله عليه وسلم- بإصبعه هكذا - ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها- «بِاسْمِ اللَّهِ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا، بِرِيقَةِ (٣) بَعْضِنَا يُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا» (٤).

وروى البخاري ومسلم من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات، فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه، وأمسحه بيد


(١) زاد المعاد (٤/ ١٣ - ١٤).
(٢) برقم ٢١٩١.
(٣) قال (جمهور العلماء: أرضنا بريقة) المراد بأرضنا هنا جملة الأرض وقيل أرض المدينة خاصة لبركتها، والريقة أقل من الريق، ومعنى الحديث أنه يأخذ من ريق نفسه على إصبعه السبابة ثم يضعها على التراب فيعلق منه شيء فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل ويقول هذا الكلام في حال المسح. شرح صحيح مسلم للنووي (١٤/ ٤٠٤).
(٤) صحيح البخاري برقم ٥٧٤٥، وصحيح مسلم برقم ٢١٩٤ واللفظ له.

<<  <   >  >>