للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبادته، ما ليس في غيرها.

ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه، وفقدت الطبيب والدواء، فكنت أتعالج بها، آخذ شربة من ماء زمزم، وأقرؤها عليه مرارًا، ثم أشربه، فوجدت بذلك البرء التام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثيرٍ من الأوجاع، فأنتفع بها غاية الانتفاع» (١).

قال ابن حجر -رحمه الله-: «وقد أجمع العلماء على جواز الرقية عند اجتماع ثلاثة شروط:

أن يكون بكلام اللَّه تعالى، أو بأسمائه وصفاته، و باللسان العربي أو بما يعرف معناه بغيره، وأن يعتقد أن الرقية لاتؤثر بذاتها بل بذات اللَّه تعالى» (٢).

وروى مسلم في صحيحه من حديث عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه-: أنه شكا إلى رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- وجعًا يجده في جسده منذ أسلم، فقال رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم-: «ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ» (٣).

وروى أبو داود في سننه من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ، فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ


(١) زاد المعاد (٤/ ٢٥٢ - ٢٥٤).
(٢) فتح الباري (١٠/ ١٩٥).
(٣) برقم ٢٢٠٢.

<<  <   >  >>