للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فسبقني، فقال: «هذه بتلك» (١).

وروى ابن خزيمة في صحيحه من حديث جابر -رضي الله عنه- قال: شكا ناس إلى رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- المشي، فدعا بهم وقال: «عَلَيْكُمْ بِالنَّسْلَانِ» (٢)، فنسلنا فوجدناه أخف علينا (٣).

والنوم يكون مبكرًا بعد صلاة العشاء وهذه هي السنة، فقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي برزة الأسلمي: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها (٤).

«ومن تدبر نومه ويقظته -صلى الله عليه وسلم- وجده أعدل نوم وأنفعه للبدن والأعضاء والقوى، فإنه كان ينام أوَّلَ الليل، ويستيقظ فى أول النصف الثاني، فيقومُ ويَستاك، ويتوضأ ويُصَلِّي ما كتبَ اللَّهُ له، فيأخذُ البدن والأعضاء والقُوَى حظَّها من النوم والراحة، وحظَّها من الرياضة مع وُفورِ الأجر، وهذا غايةُ صلاح القلب والبدن، في الدنيا والآخرة. ولم يكن يأخذ من النوم فوقَ القدر المحتاج إليه، ولا يمنع نفسه من القدر المحتاج إليه منه، وكان يفعلُه على أكمل الوجوه، فينامُ إذا دعتْه الحاجةُ إلى النوم على شِقِّه الأيمن، ذاكراً اللَّه حتى تغلبه عيناه، غيرَ ممتلئ البدنِ من الطعام


(١) (٤٠/ ١٤٤) برقم ٢٤١١٨، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
(٢) النسلان: نوع من المشي فيه سرعة.
(٣) (٤/ ١٤٠) برقم ٢٥٣٧، وقال محققه: إسناده صحيح.
(٤) صحيح البخاري برقم ٥٦٨، وصحيح مسلم برقم ٦٤٧.

<<  <   >  >>