يا دار مية بالعلياء فالسند ... أقوت طال عليها سالف الأمد والبيتان من شواهد سيبويه "١/ ٣٦٤" وشرح المفصل لابن يعيش "ص٢٦٥" وانظر مع ذلك خزانة الأدب "٢/ ٧٦" وشرحنا على شرح الأشموني "الشواهد ٢١ و١٨٠ و٢٧١ و ٤٧٦" وقوله "أصيلالا" أصله أصيلا -بالنون- فأبدل النون لامًا، وهو إبدال غير قياسي، والأصيلان: تصغير أصلان، الذي هو جمع أصيل، والأصيل: الوقت قبيل غروب الشمس، وأعيت: عجزت وضعفت، والأواري: جمع آرية أو آري، وهو محبس الخيل، وقوله "لأيا ما أبينها" يريد ما أعرفها وأتبينها إلا بعد لأي، أي بطء والنؤي -بالضم- حفيرة تحفر حول الخيمة لتمنع تسرب المطر إليها، والمظلومة: أراد بها الفلاة التي حفر فيها الحوض لغير إقامة، والجلد: الصلبة، والاستشهاد بالبيتين في قوله "إلا الأواري" فإن هذا من نوع الاستثناء المنقطع لكون المستثنى ليس من جنس المستثنى منه، وهذا النوع يجوز فيه وجهان: الإبدال من المستثنى منه فيتبعه في إعرابه، على أن تتوسع في المستثنى منه فتجعله شاملًا للمستثنى، والنصب على الاستثناء قال الأعلم: "الشاهد في قوله إلا الأواري بالنصب على الاسثثناء المنقطع؛ لأنها من غير جنس الأحدين، الرفع جائز على البدل من الموضع، والتقدير: وما بالربع أحد إلا الأواري، على أن تجعل من جنس الأحدين اتساعًا ومجازًا" ا. هـ. وليس عجيبًا أن تجعل المستثنى من هذا النوع داخلًا في جنس المستثنى منه؛ فقد جرت عادة العرب في كلامهم أن يجعلوا الشيء من جنس غير جنسه توسعًا، انظر إلى قول أبي ذؤيب الهذلي: فإن تمس في قبر برهوة ثاويًا ... أنيسك أصداء القبور تصيح فقد جعل أصداء القبور أنيسًا وليست في الأصل من جنس الأنيس، ثم انظر إلى قول ابن الأيهم التغلبي: ليس بيني وبين قيس عتاب ... غير طعن الكلى وضرب الرقاب ثم انظر إلى قول عمرو بن معد يكرب وخيل قد دلفت لها بخيل ... تحية بينهم ضرب وجيع فقد جعل الضرب الوجيع تحية، وهو في الأصل من غير جنسها. [١٦٠] هذان بيتان من مشطور الرجز، وهما من كلام جران العود، واسمه عامر بن الحارث "د٥٢" والبيتان من شواهد سيبويه "١/ ١٣٣ و٣٦٥" وابن يعيش "ص٢٦٥" والأشموني "رقم ٤٤٤" وأوضح المسالك "رقم ١٤٥" وشذور الذهب "رقم ١٢٥" ولميس: اسم امرأة، واليعافير: جمع يعفور بضم الياء أو فتحها وهو الظبي الذي لونه لون العفر وهو التراب، والعيس: جمع أعيس أو عيساء، وأصلها الإبل لكنه أراد بقر الوحش، الاستشهاد به في قوله "إلا اليعافير وإلا العيس" حيث رفع ما بعد إلا على البدل مما قبلها مع أن اليعافير والعيس ليسا من جنس الأنيس في الأصل، ولكنه توسع فجعلهما من =