للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أراد "يا آل عِكْرِمَةَ" إلا أنه حذف التاء للترخيم، وهو عكرمة بن خَصَفَةَ١ بن قيس بن عيلان بن مضر، وهو أبو قبائل كثيرة من قيس. وقال الآخر:

[٢١٩]

أبَ عُرْوَ لا تَبْعَدْ فكلُّ ابنِ حُرَّةِ ... سَيَدْعُوهُ دَاعِي مِيتَهٍ فَيُجِيبُ

أراد "أَبَا عُروة". وقال الآخر:

[٢٢٠]

إِمَّا تَرَيْنِي اليوم أُمَّ حَمْزِ ... قَارَبْتُ بين عَنَقِي وَجَمْزِي


= المفرد غير المضاف وأنكر ذلك عليهم البصريون، وذكروا أن الترخيم في هذا البيت ونحوه شاذٌّ كالترخيم في غير النداء، فكما حذف بعض الشعراء من أواخر الأسماء في غير النداء لأنهم اضطروا إلى ذلك حذفوا من أواخر المركبات الإضافية في النداء لأنهم اضطروا إلى ذلك، وقد عقد سيبويه في كتابه بابًا ترجمته "هذا باب ما رخمت الشعراء في غير النداء اضطرارًا" وقال الأعلم في بيت الشاهد "الشاهد في ترخيم عكرمة وتركه على لفظه، ويحتمل أن تجعل فتحته إعرابًا، على أنه اسم لمؤنث فلا تصرفه؛ لأن عكرمة وإن كان اسم رجل فإنه يقع على القبيلة" ا. هـ.
[٢١٩] هذا البيت من شواهد شرح المفصل "ص١٨٥" وشرح الكافية "١/ ١٣٦" وشرحه البغدادي في الخزانة "١/ ٣٧٧" واستشهد به أيضًا ابن هشام في أوضح المسالك "رقم ٤٥١" وشرحه العيني "٤/ ٢٨٧ بهامش الخزانة" وقوله "لا تبعد" أصل معناه لا تهلك، ولكنهم يريدون لا ينقطع ذكرك ولا تنسى سوالفك، و "ميتة" بكسر الميم ولهذا انقلبت الواو الساكنة ياء، ووقع بدلها عند بعض الذين استشهدوا بالبيت "موته" بفتح الميم وبقاء الواو على حالها. ومحل الاستشهاد بالبيت في قوله "أبا عرو" فإن هذا منادى بحرف نداء محذوف، وهو مركب إضافي، وقد رخَّمَه الشاعر بحذف آخر المضاف إليه، فإن أصله "يا أبا عروة" فحذف حرف النداء، وحذف التاء من عروة، والكلام فيه كالكلام في البيت السابق.
[٢٢٠] هذان بيتان من مشطور الرجز، وهما من شواهد سيبويه "١/ ٣٣٣" وقد نسب في صدر الكتاب وفي شرح شواهده، لرؤبة بن العجاج، والعنق -بفتح العين والنون جميعًا- ضرب من السير السريع، والجمز -بفتح فسكون- أشد من العنق، وهو يشبه الوثب. وصف كبره وأنه قد قارب بين خطاه ضعفًا. والاستشهاد بالبيت في قوله "أم حمز" فإن هذا منادى بحرف نداء محذوف، وهو مركب إضافي، وقد رخمه بحذف آخر المضاف إليه "وأصله يا أم حمزة" فحذف حرف النداء وهو يا، وحذف التاء من المضاف إليه، وهو نظير ما ذكرناه في شرح الشواهد السابقة.
واعلم أنَّا رأيناهم يرخمون المركب الإضافي المنادى على عدة وجوه:
الأول: أن يحذفوا آخر المضاف إليه، كما في الشواهد ٢١٨ و ٢١٩ و ٢٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>