لا نسب اليوم ولا خلة ... اتسع الخرق على الراتق وأنشدهما ابن منظور "ودي" عن ابن سيده، ونسبها لأبي الربيس التغلبي، وأنشد ابن جني ثانيهما في الخصائص "٢/ ٢٩٢" من غير عزو، قال ابن بري: سبب هذا الشعر أن الملك النعمان بن المنذر بعث جيشًا إلى بني سليم لشيء كان وجد عليهم من أجله، وكان مقدم الجيش عمرو بن فرتنا، فمر الجيش على غطفان، فاستجاشوهم على بني سليم، فهزمت بنو سليم جيش النعمان وأسروا عمرو بن فرتنا، فأرسلت غطفان إلى بني سليم وقالوا: نشدكم بالرحم التي بيننا إلا ما أطلقتم عمرو بن فرتنا، فقال أبو عامر هذه الأبيات، يقول: لا نسب بيننا وبينكم، ولا خلة -أي ولا صداقة- بعد ما أعنتم جيش النعمان ولم تراعوا حرمة النسب الذي بيننا وبينكم، وقد تفاقم الأمر بيننا فلا يرجى صلاحه فهو كالفتق الواسع في الثوب يتعب من يروم رتقه، والقمر -بضم القاف وسكون الميم- جمع قمرية، ومثاله روم ورومي وزنج وزنجي، والقمر: ضرب من الحمام، وقرقر: صوت، والشاهق: أراد الجبل العالي، ومحل الاستشهاد بالبيتين ههنا قوله "قمر الواد" فإنه أراد الوادي فحذف الياء اجتزاء بالكسرة التي قبلها للدلالة عليها. وفي قوله "اتسع الخرق على الراتق" شاهد آخر للنحاة، حيث قطع همزة الوصل في قوله "اتسع" ضرورة، وحسن ذلك كون هذه الكلمة في أول النصف الثاني من البيت؛ لأنه بمنزلة ما يبتدأ به، قال ابن سيده في التعليل لحذف الياء من "الواد" ما نصه: "حذف لأن الحرف لما ضعف عن تحمل الحركة الزائدة عليه ولم يقدر أن يتحامل بنفسه دعا إلى اخترامه وحذفه" ا. هـ. وهذا كلام ابن جني في الخصائص "٢/ ٢٩٢" وبل كلام ابن جني أصرح وانصع. وذلك قوله "وإذا كان الحرف لا يتحامل بنفسه حتى يدعو إلى اخترامه وحذفه كان بأن يضعف عن تحمل الحركة الزائدة عليه فيه أحرى وأحجى، وذلك نحو قول الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} وقوله "ذلك ما كنا نبغ" وقوله "الكبير المتعال" وقوله: وما قرقر قمر الواد بالشاهق " ا. هـ. [٢٥١] ما بال هم: أي ما شأنه وما حاله، وعميد: فادح موجع، وأصله قولهم "عمده المرض يعمده" من مثال ضربه يضربه إذا فدحه، ودخل أعرابي علي بعض العرب وهو مريض فقال له: كيف تجدك؟ فقال: أما الذي يعمدني فحصر وأسر، يريد أما الذي يفدحني ويشتد عليّ ويضنيني، ويطرقني: أي ينزل بي ليلًا، ومحل الاستشهاد بهذا البيت قوله: =