[٢٧٧] هذا البيت لمزاحم بن الحارث العقيلي، وكان يحب ليلى بنت مهدي صاحبة قيس بن معاذ المعروف بمجنون ليلى، وصحة رواية البيت مع بيتين يليانه هكذا: كلانا يا معاذ يحب ليلى ... بفي وفيك من ليلى التراب شركتك في هوى من كان حظي ... وحظك من مودتها العذاب لقد خبلت فؤادك ثم ثنت ... بقلبي؛ فهو مخبول مصاب ومعاذ: هو معاذ بن كليب العامرين كان مجنونا من مجانين ليلى، وكان مزاحم قد شركه في حبها، ويقال: إنه لما سمع هذه الأبيات من مزاحم التبس وخولط في عقله وقوله "بفي وفيك من ليلى التراب" دعاء على نفسه وعلى صاحبه بأنه يرجع كل منهما من حب ليلى بالخيبة من غير أن ينال حظا من مودتها. ومحل الاستشهاد بالبيت قوله: "كلانا يحب ليلى" حيث أعاد الضمير من "يحب" مفردًا إلى "كلانا" فدل ذلك على أن لكلا جهة إفراد، وهي جهة اللفظ، على نحو ما قررناه في الشاهد ٢٧٥، ونظير هذا البيت في الإخبار عن كلا بالمفرد قول ليلى العامرية: كلانا مظهر للناس بغضًا ... وكل عند صاحبه مكين فقال: "كلانا مظهر" فأخبر بالمفرد الذي هو "مظهر" عن "كلا" فهذا يدل على أن "كلا" مفرد لفظًا؛ لأن معناها مثنى بالإجماع. [٢٧٨] هذا البيت من كلام إياس بن مالك بن عبد الله المعني، وبعده قوله: فلم أرَ يوما كان أكثر سالبًا ... ومستلبًّا سرباله لا يناكر =