لا هم هذا خامس إن تما ... أتمه الله، وقد أتما إن تغفر الله تغفر جما ... وأي عبد لك لا ألما" ا. هـ وتقول "ألم الرجل" إذا أتى بصغار الذنوب، مأخوذ من اللمم وهو صغار الذنوب، والاستشهاد بالبيت في قوله "لا ألما" فإن المؤلف زعم أن لا في هذا البيت بمعنى لم، والماضي بمعنى المضارع، وكأن الشاعر قد قال "وأي عبد لك لم يأت بصغار الذنوب"، والسر في ذلك هو أن النحاة يرون أن النافية إذا دخلت على فعل ماض لفظًا ومعنًى وجب تكراراها، مثل ما في قوله تعالى: {فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى} ومثل ما جاء في الحديث: "فإن المنبت لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى" ومثل قول الهذلي: "كيف أغرم من لا شرب ولا أكل، ولا نطق ولا استهل": فإن كان الفعل ماضي اللفظ دون المعنى لم يجب التكرار، نحو قول الشاعر: حسب المحبين في الدنيا عذابهم ... تالله لا عذبتهم بعدها سقر فإن عذاب سقر مستقبل لا سابق، ومن هذا الباب فعل الدعاء نحو قولهم "لا فض الله فاك" وقول الشاعر: لا بارك الله في الغواني! هل ... يبتن إلا لهن مطلب؟ فلما ورد على النحاة بيت الشاهد والبيت الذي يليه "رقم ٣٨" وقول السفاح ابن بكير اليربوعي: من يك لا ساء فقد ساءني ... ترك أبينيك إلى غير راع =