ألا يا اسلمي ذات الدماليج والعقد ... وذات الثنايا الغر والفاحم الجعد وقول الكوفيين "إن هذا خاص بما إذا وقع بعد حرف النداء فعل أمر" غير صحيح فقد دخلت "يا" في اللفظ على أفعال غير فعل الأمر، وعلى الحرف أيضًا، نحو قول الراجز: يا ليتني وأنت يا لميس ... في بلدة ليس بها أنيس وقول الآخر: ياليت زوجك قد غدا ... متقلدًا سيفًا ورمحًا وقول الآخر: يا ليت أنا ضمنا سفينه ... حتى يعود الوصل كينونه وقول الآخر: يا رب مثلك في النساء غريرة ... بيضاء قد متعتها بطلاق وقد ورد مثل ذلك في أفصح الكلام، فمن دخول "يا" على فعل الأمر قول الله تعالى: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ} ومن دخول "يا" على الحرف قوله سبحانه: {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا} وقوله: {يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ} وقوله: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ} وقوله: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ} . [٥٢] هذا البيت من كلام ذي الرمة، واسمه غيلان بن عقبة، وهو من شواهد الأشموني "رقم ١١ وابن هشام في المغني "رقم ٤٠٢" وفي أوضح المسالك "رقم ٨٢" وابن عقيل "رقم ٦٢" والبلى -بكسر الباء مقصورًا- مصدر بلي الثوب ونحوه يبلى بلاء وبلى؛ إذا رث وقدم، ومنهلًا: اسم الفاعل من قولك انهل المطر، أي انسكب وانصب، والجرعاء: رملة مستوية لا تنبت شيئًا، والقطر: المطر، والاستشهاد به في قوله "يا اسلمي" حيث دخل =