للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا قديمٌ يقولهُ جذيمةُ الأبرش.

الرابعُ منها: ومِنْ ذلكَ إثباتُ الأَلفِ في "أَنا" في الوصلِ وإنَّما يثبتُ في الوقفِ روَى الأعشى:

فكيفَ أَنا وانْتِحَالي القَوافي ... بَعْدَ المشيبِ كَفَى ذَاكَ عَارا ١

فأثبتَ الألفَ ووصلَ واحتجَّ النحويونَ بأَنَّ الألفَ منقلبةٌ مِنْ ياءٍ أَوْ وَاوٍ فَردوا ما ذهبَ مِنَ الاسم.

قالَ أبو العباس: هذَا لا يصلحُ لأَنَّهُ لَو كانَ كما يقولونَ لم تقلبِ الياءُ والواوُ ألفًا لأَنَّهما لا يكونانِ إلا ساكنينِ لأَنَّ هذَا اسمٌ مضمرٌ مبنيُّ فلاَ سبيلَ إلى القلبِ فمنْ هَهُنَا فَسدَ ولِهَذا كانتِ الألفُ في جميعِ الحروفِ التي جاءتْ لمعنىً أَصلًا لأَنَّها غيرُ منقلبةٍ لأَنَّ الحروفَ لا حَقَّ لهَا في الحركةِ وإنَّما هيَ مسكَنةٌ فلا تكونُ أَلِفاتُها منقلبةً وذلكَ: حَتى وأَمّا وإلا ومَا أَشبهها هذهِ أَلفاتُها مِنَ الأصلِ غيرُ منقلبةٍ والاسم والفعلُ الألفُ فيهما لا تكونُ أصلاً


١ الشاهد في إثبت ألف الوصل في "أنا" ضرورة، فشبه الوصل بالوقف، كان المبرد ينكر قراءة من قرأ: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} . ويروي البيت:
فكيف يكون انتحالي القوافي
والانتحال: الادعاء، والقوافي: هنا يراد بها الشعر، فأوقع البعض موقع الكل. وفي الديوان: أثبت القوافي بفاء منفردة في الشطر الثاني، وهو الموافق للوزن حتى تبدأ الشطرة الثانية بالتفعيلة "فعولن" المحركة الثاني على أن كسرة الفاء من القوافي تدل على سقوط الياء فحذفها.
وانظر: ارتشاف الضرب/ ٣٨٢ وشواهد الإيضاح لابن بري/ ١٣٨ والكامل/ ٢٥٠. والتهذيب ٥/ ٦٥ وابن يعيش ٥/ ٤٥ والديوان/ ٥٣ وشرح السيرافي ١/ ٢١٥. وشرح الحماسة ٢/ ٧٠٩. وكتاب إيضاح شواهد الإيضاح/ ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>