للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ١. فالكاف زائدة لأنه لم يثبت له مثلًا تبارك وتعالى عن ذلك والمعنى: ليس مثله شيء. وقد جاءت في الشعر واقعةً موقع مثل موضوعةً موضعها قال الشاعر:

وَصَالِيَاتٍ كَكَما يُؤْثَفَيْن١ ... أراد كمثل ما

وقال الآخر:

فصيروا مِثْلَ كَعَصْفٍ مَأكُول٣


١ الشورى: ١١ "وفي البحر المحيط ٧/ ٥١٠" تقول العرب: مثلك لا يفعل كذا يريدون به المخاطب، كأنهم إذا نفوا الوصف عن مثل الشخص كان نفيا عن الشخص وهو من باب المبالغة.. فجرت الآية في ذلك على نهج كلام العرب من إطلاق المثل على نفس الشيء. وانظر المغني ١/ ١٥٣ وسر صناعة الإعراب: ١/ ٢٩١-٢٩٢.
٢ من شواهد الكتاب ١/ ١٣ في باب ما يحتمل الشعر. وفي ١/ ٢٠٣ على أن الكاف اسم بمعنى مثل. و٢/ ٣٣١ على بقاء الهمزة في المضارع للضرورة.
والصاليات: أراد بها الأثافي. لأنها صليت بالنار، أي: أحرقت حتى اسودت، والأثافي: جمع أثفية وهي الحجارة التي ينصب عليها القدر.
والمعنى: لم يبق من هذه الديار التي خلت من أهلها غير رماد القدر، وغير حجارة القدر. وقال البغدادي: هو من بحر السريع. وربما حسب من لا يعرف العروض أنه من الرجز وهو لخصام المجاشعي.
وانظر: المقتضب ٤/ ٩٧، وشرح السيرافي ١/ ٢٦٠، والخصائص ٢/ ٣٦٨ والموجز لابن السراج/ ٥٨، والمحتسب ١/ ١٨٦، والتصريف للمازني ٢/ ١٨٤.
٣ من شواهد سيبويه ١/ ٢٠٣، على أن الكاف بمعنى "مثل" قال الأعلم: وجاز الجمع بين "مثل" والكاف جوازا حسنا لاختلاف لفظهما مع ما قصده من المبالغة في التشبيه ولو كرر المثل لم يحسن. وقيل: إن الكاف فيه زائدة، فكأنه قال: فصيروا مثل عصف مأكول. والعصف: بقل الزرع أو الزرع الذي أكل حبه وبقي نبته.
ونسب إلى حميد الأرقط وإلى رؤبة بن العجاج وهو في ديوانه مما نسب إليه، وقبله:
ولعبت طير بهم أبابيل ... فصيروا مثل كعصف مأكول
وانظر: المقتضب ٤/ ١٤١، وسر صناعة الإعراب ١/ ٢٩٦، وشرح الكافية للرضي ٢/ ٣١٩، وديوان رؤبة/ ١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>