للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التعريف بمناهج المحدثين كعلم وبيان أهميته:

بين لك أن قولك "مناهج المحدثين" مركب إضافي مكون من كلمتي "مناهج" مضاف و"المحدثين" مضاف إليه.

وكلمة "مناهج" كلمة مجموعة على صغية منتهى الجموع؛ فهي على وزن "فعالل" الوزن الذي اختاره وشبهه الصرفيون جمعا لما فوق الثلاثة ارتقى وقواعد الميزان الصرفي تقتضي أن يكون وزن كلمة "مناهج" "مفاعل" ومفردها "منهج" وهي مصدر ميمي" لنهج" ينهج مفتوح العين في الماضي والمضارع من باب قطع وفتح والمصدر الأصلي منه "نهج" بفتح فسكون ويدور معناه على البيان والوضوح.

قال الراغب "نهج: النهج الطريق الواضح ونهج الأمر وأنهج وضح ومنهج الطريق ومنهاجه، قال {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} ومنه قولهم: نهج الثوب وأنهج بان فيه أثر البلى، وقد أنهجه البلى١ وقريبا منه ما ذكره ابن الأثير٢, وقد زاد أن النهج بفتح أوله وثانيه تتابع صوت النفس بسبب الربو أو سرعة الحركة وشدة الإجهاد، وأن فعله نهج بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع, وعليه فبابه تعب.

والنهج والمنهج والمنهاج ثلاثتها بمعنى. قال الفيروزآبادي: "النهج: الطريق الواضح كالمنهج والمنهاج وبالتحريك البهر وتتابع النفس, والفعل كفرح وضرب وأنهج وضح وأوضح, والدابة سار عليها حتى انبهرت


١ المفردات، في غريب القرآن للراغب الأصفهاني ص٥٠٦.
٢ النهاية في غريب الحديث والأثر ج٥ ص١٣٤.

<<  <   >  >>