ومن المكثرين من الرواية "جابر بن عبد الله الأنصاري":
هو أبو عبد الله أو أبو محمد أو عبد الرحمن جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري السلمي الفقيه مفتي المدينة في زمانه.
كان مع من شهد العقبة الثانية من الأنصار، واستشهد أبوه في غزوة أحد، وترك عيالا كثيرين، ودينا مما هم جابرا هما شديدا، فسرى عنه النبي صلى الله عليه وسلم, ووساه بعطفه وكرمه، وأحاطه برعايته وعنايته وصدقة المعونة حتى قضى دينه.
وكان يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد معه المشاهد كلها إلا غزوتي بدر وأحد, فإن أباه خلقه على إخوته, ولم يمنع ضيق ذات اليد ولا شظف العيش جابرا من أن يجد في طلب العلم، وأن يكد في تحصيله؛ وأن يرحل في طلب الحديث الواحد.
سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير, ورحل بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى إلى القاصي والداني، فروى عن أبي بكر, وعلي, وعن أبي عبيدة, وطلحة, ومعاذ بن جبل, وعمار بن ياسر, وخالد بن الوليد، وأبي هريرة, وأبي سعيد, وعبد الله بن أنيس, وغيرهم.
وروى عنه أولاده: عبد الرحمن, وعقيل, ومحمد، وروى عنه سعيد بن