يعد الخوارج أشد الفرق الإسلامية دفاعا عن مذهبها، وحماسة لآرائها، وأشد الفرق تدينا في جملتها وأشدها تهورًا واندفاعا، وهم في دفاعهم وتطورهم مستمسكون بألفاظ قد أخذوا بظواهرها, وظنوا هذه الظواهر دينا مقدسا، ولا يحيد عنه مؤمن.
وقد كان جهلهم بالحديث وعدم تحملهم له عن غيرهم؛ لأنه متهم في نظرهم سبب في أن فقههم جاء مخالفا لأحكام الشريعة الإسلامية, بل منه ما جاء مخالفا لنصوص القرآن الكريم.
مما تستطيع أن تقول معه ليس بفقه ذاك الذي صدروا عنه بل قلة فقه، إذ إن منهم من يرى أن التيمم جائز مطلقا, ولا يشترط فيه فقد الماء، بل يصح على البئر.
ومنهم من يرى أن الواجب في الصلاة ركعة في الغداة, وركعة في العشي, ومنهم من يرى أن لا ميقات للحج, وإنما يصح في جميع العام, ومنهم من يبيح نكاح بنات البنات وبنات البنين, فمن أي كتاب, أم من أية سنة تلقوا هذا الضلال؟!
إنه فهم سقيم لنصوص القرآن الكريم، وإعراض عن الحق برد روايات