إمام دار الهجرة وعالمها ومحدثها وفقيهها, أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي الحميري, من ذرية ملوك حمير, وهو عربي أصيل, ولم يختلفوا في أنه من ولد قحطان, وإن اختلفوا في كونه أصبحيا أو كونه تيميا أو مولى لبني تيم بن مرة, والصحيح أن إطلاق مولى عليه ليس إلا بمعنى الحليف.
وقد ولد رضي الله عنه، بالمدينة سنة ثلاث وتسعين على الأصح, وقيل سنة أربع أو خمس وتسعين.
والمدينة إبان مولده مليئة بالعلم والعلماء غاصة بالمحدثين والفقهاء مما هيأ لاستقراره بها وعدم ارتحاله خارجها كما كان دأب المشتغلين بالعلم آنذاك, وعن كبار التابعين وأئمة المحدثين أخذ مالك فجالس ابن هرمز سبعة عشرة عامًا, واستفاد به كثيرا, كما جالس ابن شهاب الزهري فكان أثبت الناس في الرواية عنه وعن غيره.
= ص٢٨٤-٢٨٥, والخطيب في تاريخ بغداد ج١٣, ص٣٢٣-٤٢٤, ابن حبان في المجروحين ج٣، ص٦١-٧٣، الذهبي في الكاشف ج٣، ص١٨١، تذكرة الحفاظ ج١، ص١٦٨-١٦٩، ميزان الاعتدال ج٤، ص٢٦٥، ابن كثير في البداية والنهاية ج١، ص١٠٧-١٠٨، ابن حجر في تهذيب التهذيب ج١٠، ص٤٤٩، ابن خلكان في الوفيات، ج٥، ص٤١٥-٤٢٣، السيوطي في طبقات الحفاظ ص٧٣، ترجم له الأستاذ الشيخ أبو زهرة في مجلد كامل يقارب الخمسمائة صفحة "أبو حنيفة حياته وعصره وآراؤه وفقهه، في تاريخ المذاهب الإسلامية ص٣٤٧-٣٨٧. وغيرهم كثير.