أثنى الله على صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم, ومدحهم, ورضي عنهم في عدة مواضع من كتابه, وأجرى الثناء عليهم, ومدحهم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم, وحذرنا من انتقاصهم أو اتخاذهم غرضًا, ولذا شاع بين المحدثين أن الصحابة كلهم عدول بتعديل الله لهم, سواء في ذلك من طالت صحبته أو قصرت أو عرفت ملازمته أو مجرد لقياه أو غزا معه أو لم يغزُ, ولا يقدح في تلك العدالة ما شجر بينهم من نزاع, فإنهم مجتهدون رغم أنوف المعترضين, للمصيب منهم أجران وللمخطئ منهم أجر, وينبغي أن يحدد مفهوم العدالة التي عمم الحكم بها المحدثون على الصحابة حتى تدحض حجة منتقصهم, ويلقم الحجر كل من تطلع إلى النيل منهم, فما أكثر من تهجم على المحدثين واتخذ من تعميمهم الحكم بعدالة الصحابة تكأة لتهجمه, فراح