هذا الذي أمر الله تعالى بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فيه, وتطلبته شخصية المطاع: ليس هو إلا السنة أو الحديث بكل الإطلاقات عليهما عند الأصوليين أو الفقهاء أو المحدثين, بل واللغويين أيضا, فالسنة عندهم هي الطريقة والسيرة محمودة كانت أم مذمومة, والحديث هو ما يستعمل في مقابلة القديم فيرادف الجديد, أو ما يدور على لسان الشخص, وقد يعبر به أو يحكي به الفصل والإشارة والوصف والتقرير أيضا لا بد له من حديث ينقل به أو يعبر به عنه.
والأصوليون يعتبرون السنة بمن صدرت عنه فما جاء عن النبي فهو سنة أو يقابلون بها القرآن, فالسنة ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم, والقرآن ما جاء عن الله تعالى بواسطته, فهي عندهم تقابل البدعة, وعند الفقهاء تستعمل السنة باعتبار كونها دليلا للأحكام المستنبطة, وأيضا باعتبار كونها وصفا للحكم, فهي تغاير بقية الأحكام الخمسة نعني الوجوب والإباحة, والكراهة والحرمة.
وقد يعرفونها مريدين وقوعها وتحققها فيقولون: السنة ما واظب عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأظهره في جماعة, ولم يدل دليل عليها من الكتاب, وأما المحدثون فإنهم ينظرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم من خلال كونه قدوة, فكل ما صدر عنه من قول أو فعل أو وصف خلقي أو تقرير فهو سنة, ويطلق الحديث عند جمهورهم مرادًا به هذا المعنى, ويندرج فيه أيضا المضاف