للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى الصحابي والتابعي ثقة بالصحابة والتابعين, فهم إما مقررون أو مقتدون متبعون أو مستنبطون مجتهدون, وهم في ذلك مقدمون لمعاصرتهم نزول الوحي ومعايشتهم التشريع أو لقربهم منهما.

ولقد غلب إطلاق المحدثين هذا على غيره من الإطلاقات, فالحديث أو السنة يطلق كل منهما على الآخر, وتتسع دائرة الإطلاق لتشمل كل ما للحياة من آفاق, فإذا أمر الناس بالطاعة ففيم يطيعون؟ والجواب في كل شيء حين يحيون وحين يموتون, حين يتحركون وحين يسكنون, حين يقيمون وحين يظعنون, في عبادتهم, في عاداتهم, في معاملاتهم, في فرحهم وفي ترحهم, في كل نازلة تنزل بهم يجدون للأسوة الحسنة توجيها, وفي كل واقعة تقع منهم أو معهم يصادفون له فيها إرشادًا سديدًا قد يشاهدون الحادثة والتوجيه فيها, وقد يسألون من شاهد, وقد يشكل الأمر عليهم, فلا ينزاح الإشكال إلا بالسؤال لمن هو خبير بالحال.

وهاك أمثلة للطرق التي تعلموا السنة من خلالها:

١- حوادث يعايشها النبي صلى الله عليه وسلم, أو يطلع عليها فيتبين الحكم فيها, ثم ينتشر هذا الحكم بواسطة كثرة من سمعوه, وقد يرسل النبي صلى الله عليه وسلم من ينادي به الناس.

روى الإمام أحمد بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يبيع طعاما, فسأله: "كيف تبيع؟ " فأخبره, فأوحي إليه: أدخل يدك فيه, فأدخل يده, فإذا هو مبلول, فقال رسول الله صلى الله عليه

<<  <   >  >>