للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسلم: "ليس منا من غش"١.

٢- وقد تقع الحادثة مع أحدهم, فيفزع إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه فيفتيه. روى قيس بن طلق عن أبيه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم, أو سأله رجل فقال: بينما أنا في الصلاة, ذهبت أحك فخذي, فأصابت يدي ذكري؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل هو إلا بضعة منك" ٢.

وقد تقع الحادثة مع الشخص فيستحيي أن يسأل هو, فينيب من يستفتي له. من ذلك ما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنت رجلا مذاء, فكنت أستحيي أن أسأل رسول الله صلى الله عليه سلم؛ لمكان ابنته, فأمرت المقداد بن الأسود, فسأله فقال: "يغسل ذكره ويتوضأ" ٣.

٣- قد تقع الوقائع وتحدث الحوادث, فيتصرف النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى الوحي الذي يوحي به إليه, ويحضر الصحابة, فيبلغوا ما رأوه, ويخبروا عما شاهدوه, وينقلوا ما سمعوه أداء لأمانة العلم, وخروجا من عهدة الكتمان, وطلبا للثواب والأجر, وذلك كثيرا وأكثر الأحكام الشرعية انبنت على هذه الطريقة في النقل, فعلمنا بواسطتها كيفيات وضوئه واغتساله وتيممه


١ الفتح الرباني ج١٥ ص٥٩, وهو صحيح الإسناد ونسبة الشيخ الساعاتي إلى مسلم والترمذي وابن ماجه والبيهقي في السنن والحاكم.
٢ انظر معرفة علوم الحديث للحاكم ص١٣٢.
٣ رواه الإمام أحمد في المسند ج٢ ص٣٩، حديث رقم ٦٠٦، ص٤٦، حديث رقم ١٦٨, ورواه البخاري بتغيير يسير فتح الباري ج١ ص٢٩٤، ٣٩٤.

<<  <   >  >>