[القرآن يواصل حديثه عن استواء طاعة الله ورسوله في الوجوب]
ويتواصل حديث القرآن في وجوب طاعة الله ورسوله, فيرد في السورة التي أنزلها وفرضها, وأنزل فيها آيات بينات على ثلاث حلقات:
الأولى:
في معرض تبكيت المنافقين الذين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم, ويقسمون بالله جهد أيمانهم أنهم طوع أمره, لا يقومون على عصيانه، فينهاهم عن القسم ويبالغ في تسفيههم في ادعائهم الطاعة، فهي طاعة معروفة واضحة بينة المعالم والخصائص جلية منكشفة, سيما والمراقب لها هو الخبير بكل أعمالهم الذي لا تخفى عليه خافية, ثم يقول لحبيبه ومصطفاه موجها له أن يأمر هذا الأمر العام المقرون بإعفاء كل فريق من تبعة الآخر وجريرته {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} ١.