لم ينتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى إلا والسنة مشهورة منشورة في جزيرة العرب وخارجها.
أما جزيرة العرب؛ فقد دخل أكثرها في دين الله أفواجا، وأما خارج الجزيرة؛ فقد ترامت إليهم الأخبار الكثيرة عن هذا الدين الجديد, ووصلت كتبه صلى الله عليه وسلم ورسله إلى قصور كسرى وهرقل والمقوقس وأمراء الحيرة وغسان, وغيرها من البلدان, مما يطمئن الباحث معه إلى أن يقول: إن السنة قد انتشرت, وملأت الآفاق, وصاحبها ما زال بعد يصدع بأمر ربه, ويبلغ ما أوحي إليه.
وقد كانت هناك عوامل وراء انتشار السنة أهمها:
١- نشاط النبي صلى الله عليه سلم, وجده, واجتهاده في تبليغ الدعوة، فما ترك سبيلا إلى نشرها إلا وسلكه, وما وجد بابا يمكن أن يفتح أمامها إلا وطرقه، عرض نفسه على القبائل، غير آبه بما لاقى من صنوف الأذى، ويا لهولِ ما لاقى، فما وهن لما أصابه في سبيل الله، وما ضعف, وما استكان، وإنما صبر, وثابر، وجاهد في الله حق جهاده، وأتقن, وأحسن، فأنجز له الوعد