دخل الإسلام اليمن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ووفد الكثير من أهلها إلى المدينة ينشدون الهدى، وينهلون من علم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم, وما كان ذلك ليغني عن إرسال أئمة مرشدين يبلغون الدين, ويعلمون أحكامه للمقيمين في أحيائهم.
وكان من أوائل الصحابة الذين أوفدوا إلى اليمن الصحابي الجليل معاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري١, ونزل غيرهما كثير.
وقد خرجت مدرسة اليمن مجموعة من نبهاء التابعين ونجبائهم على رأسهم
١ عبد الله بن قيس بن سليم الأشعري, واشتهر بكنيته, أسلم بمكة, ثم هاجر إلى الحبشة, ثم إلى المدينة, كان رضي الله عنه قارئا صيتا شجاعا عالما عاملا شديد الوقار والهيبة, ولي اليمن في عهد النبوة, ثم ولاه عمر الكوفة والبصرة, وأجرى الله على يديه فتح الأهواز وأصبهان, توفي بمكة أو الكوفة سنة اثنتين أو أربع وأربعين عن ثلاث وستين, له في الصحيحين ثمانية وستون حديثا, اتفقا على تسعة وأربعين, وانفرد البخاري بأربعة, ومسلم بخمسة عشر. الرياض المستطابة ص١٨٨-١٩١.