للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهب بن منبه وأخوه همام١ وغيرهما، وتوالت حلقات هذه المدرسة إلى أن جاء معمر بن راشد٢, وتلميذه عبد الرزاق بن همام٣, ولهما مدوناتهما في الحديث.

وقد جنى ثمار مدرسة اليمن, وانتفع بحدائقها الإمام المحدث الفقيه أحمد بن حنبل الشيباني.

وهناك مدارس أخرى في المغرب وخراسان.

ونستطيع أن نتبين آثار هذه المدارس إذا تصفحنا كتب الصحاح، ورأينا أنهم أقطاب الرواية وأعمدة النقل للحديث النبوي، ولقد ترابطت هذه المدارس في مناهجها وتواثقت فيما بينها على نشر السنة النبوية المطهرة وتبليغها في احتياط وتثبت، ولا يخالنّ أحد أننا نعني بالمدرسة المكان ذا السعة المعينة على نحو ما هو معروف الآن؛ إذ من الغني عن البيان أن


١ ابن كامل بن شيخ اليماني الصنعاني. أكثر روايته عن أبي هريرة وصحيفته عنه مشهورة, وهو أخو وهب توفي سنة اثنتين أو إحدى وثلاثين ومائة، تهذيب التذهيب ج١١، ص٦٧.
٢ الإمام الحجة أبو عدوة الأزدي مولاهم البصري أحد الأعلام, صنف باليمن وهو أثبت أصحاب الزهري, وما ذكر مع أحد إلا كان فوقه, توفي في رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائة, ولم يبلغ ستين سنة تذكرة الحفاظ ج١، ص١٩٠-١٩١.
٣ الحافظ الكبير أبو بكر الحميري صاحب المصنف وغيره من التصانيف، قال أحمد: كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر، وهو ثقة، حديثه مخرج في الصحاح, وله ما ينفرد به, نقموا عليه التشيع وما كان يغلو فيه، وكان رحمه الله من أوعية العلم مات في نصف شوال سنة إحدى عشرة ومائتين عن خمس وثمانين سنة. تذكرة الحفاظ ج١، ص٣٦٤.

<<  <   >  >>