هو أبو عبد الله عروة بن الزبير بن العوام الأزدي عالم المدينة, تابعي جليل مجمع على جلالته وإمامته وكثرة علمه وبراعته، وهو أحد الفقهاء السبعة وهم: عروة, وسعيد بن المسيب, وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود, والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق, وسليمان بن يسار, وخارجة بن زيد بن ثابت، وفي السابع ثلاثة أقوال: أحدها: أبو سلمة بن عبد الرحمن, الثاني: سالم بن عبد الله بن عمر, الثالث: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام, وعلى القول الأخير جمعهم الشاعر:
ألا إن من لا يقتدي بأئمة ... فقسمته ضيزى من الحق خارجة
فخذهم عبيد الله عروة قاسم ... سعيد أبو بكر سلمان خارجة
وأم عروة أسماء بنت الصديق, وقد جمع الشرف من وجوه؛ فرسول الله صلى الله عليه وسلم صهره, وأبو بكر جده, والزبير والده, وأسماء أمه, وعائشة خالته, كذا قال العيني.
وقال الزهري: رأيته بحرا لا ينزف, وكان يتألف الناس على حديثه، وقال هشام بن عروة: ما حفظت من أبي جزءا من ألف جزء من حديثه،