هو الزاهد ابن الزاهد, الورع ابن الورع؛ أبو عبد الله سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، حاله ينطق لسانك بقوله {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ} فسبحان السميع العليم الذي تابع الصلاح في ذرية الفاروق.
وسالم إمام زاهد يلبس الثوب بدرهمين، وهو أحد الفقهاء السبعة وأفضل أهل زمانه، وأشبه ولد أبيه به، كان ابن عمر يقبله ويقول: شيخ يقبل شيخا.
قال ابن معين: سالم والقاسم حديثهما قريب من السواء، وابن المسيب قريب منهما، وقيل له: فسالم أعلم بابن عمر أو نافع، قال: يقولون: إن نافعا لم يحدث حتى مات سالم. وقال أحمد وابن راهويه: أصح الأسانيد الزهري عن سالم عن أبيه.
وقد تلقى سالم علمه بالمدينة فسمع من الصحابة كأبيه وأبي أيوب وأبي هريرة وعائشة، وروى عنه من التابعين؛ عمرو بن دينار، ونافع مولى ابن عمر والزهري وموسى بن عقبة وحميد الطويل وصالح بن كيسان وغيرهم, وروى عنه كثير من أتباع التابعين.