بعد هذا التأكيد القرآني على وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم من خلال العديد من الآيات المتضمنة للأمر بالطاعة اقترانا أو استقلالا, يجدر بنا أن نمعن التأمل في هذه الأمور الثلاثة موضوع العنونة:
[المطاع]
المأمور بطاعته هو رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا ريب في استحقاقه لهذا الاهتمام, ولا بد من أن تكون كل مؤهلات الإمام قد بلغت فيه حد الكمال والتمام حتى يقبل الناس عليه مذعنين فيأتمروا بأمره ويكونوا طوع بنانه. يقول فيستمعون, ويدعو فيلبون, ويأمر فيطيعون, وبأمره يصدعون. إذا اقتنعوا به وبمقومات إمارته عليهم استسهلوا كل صعب دون إجابته, وخفوا مسرعين لدعوته.
ولا نظن أن قائدا ملك عناصر القيادة, وتوفرت فيه كل مقومات الزعامة, وتوفرت له سائر أسباب النجاح قدر ما كان القائد المعلم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم, حتى قبل أن يكون رسولا اضطلع بمعالي الأمور, وتخلق بمكارم الأخلاق, وعرف بين العامة والخاصة بالصادق الأمين, وملك جماع المحامد والمفاخر والمآثر, وحاز الجمال والكمال خِلقة وخُلقًا.
وكيف لا, وهو خيرة الله وصفوته وإبداعه وصنعته؟ صنعه على عينه ورباه على هديه ونهجه, ونقاه من كل شوب, وبرأه من كل عيب, وصدق من قال فيه: