للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خلقت مبرّأً من كل عيب ... كأنك قد خلقت كما تشاء

فأفضل منك لم تر قط عيني ... وأجمل منك لم تلد النساء

وعن جماله الخلقي الجذاب وما منحه إياه المعطي الوهاب من الشمائل والفضائل تحدثنا أم معبد عاتكة بنت خالد التي مر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ورفاقه بخيمتها, وهم في طريقهم إلى المدينة في رحلة الهجرة المباركة الميمونة, وكان من يمنه وبركته عليها, وعلى آلها ما كان حين مسح ضرع شاتها العجفاء فدر الضرع لبنا غزيرًا مما شاق زوجها أكثم بن أبي الجون إلى معرفة صفة المبارك الذي درت بركته لبن غير ذات الفحل, فطلب من أم معبد أن تصفه له فقالت:

"رأيت رجلا ظاهر الوضاءة, أبلج الوجه, حسن الخلق, لم تعبه ثجلة١, ولم تزر به صعلة٢, وسيم قسيم في عينيه دعج٣.

في أشفاده وطف٤, وفي صوته صهل٥, وفي عنقه سَطَع٦, وفي لحيته


١ بضم الثاء ويروى بالنون, ومعناها ضخامة البطن, ويروى بالنون والحاء مضمومتين, ومعناه شدة النحافة، وانظر النهاية لابن الأثير ج١ ص٢٠٨.
٢ لم تزر به: أي لم تنغصه أو تقل من قدره، صعلة: صغر حجم الرأس وضآلته.
٣ الدعج بفتح الدال والعين. والدعجة بإسكان العين: السواد في العين. يزيد أن سواد عينيه كان شديد السواد. وقيل: الدعج شدة سواد العين في شدة بياضها. النهاية ج٢ ص١١٩.
٤ الأشفاد هي الأجفان، والوطف: طول شعر الجفن.
٥ صهل: بفتح الصاد والهاء عند الحاكم والبيهقي وبالحاء بدلا من الهاء عند ابن سعد وابن كثير, والصحل: رخامة الصوت والصهل كذلك. فلصهيل الخيل حلاوة وعذوبة.
٦ السطح: بفتحتين ارتفاع وطول.

<<  <   >  >>