هو عبد الرحمن بن صخر من بني ثعلبة, وهو دوسي من أزد شنوءة وقد اختلف في اسمه واسم أبيه بحيث لا سبيل إلا ضبط الخلاف في اسمهما في الجاهلية والإسلام١.
والأصح أن اسمه: عبد الرحمن أو عبد الله, وأن اسمه في الجاهلية كان عبد شمس.
وقد عرف الإسلام طريقه إلى قبيلة دوس بواسطة الطفيل بن عمرو الذي قدم مكة قبل الهجرة, فصدته قريش عن الصراط, وقعدت له كل مرصد تبغي الحيلولة بينه وبين الهادي البشير صلى الله عليه وسلم, فكان أن استمع إليه, وهو يقرأ القرآن في صلاته في المسجد الحرام فانشرح صدره للإسلام, ثم طلب الدعاء له بالعون على هداية قومه وجعل النور بين عينيه له آية فخشي أن يظنوها مثله فتحول النور إلى سوطه فأسلم على يديه الكثيرون, ويبدو أن أبا هريرة كان واحدًا منهم.
وأكثر الذين ترجموا له مجمعون على أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرًا أثناء فتح خيبر سنة سبع مع نفر من قومه, وعندي أن هذه
١ الإصابة ج٤، ص٢٠٢-٢١١، والاستيعاب بهامش الإصابة ج٤، ص٢٠٢، ٢١٠، طبقات ابن سعد ج٤ قسم ٢ من ص٥٢-٦٤، البداية والنهاية ج٨ من ص١١١-١٢٤، تذكرة الحفاظ ج١ من ص٣٢-٤٢.