علم من أعلام الرواية، ونجم من نجومها، إنه الناسك العابد، والورع الزاهد عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي، وهو شقيق حفصة أم المؤمنين أمهما زينب بنت مظعون.
أسلم عبد الله صغيرا، وهاجر مع أبيه, وقيل: قبله, وكان عمره آنئذ إحدى عشرة سنة, وتعين للجهاد, وأمضي له في غزوة الخندق, وكان عمره خمس عشرة سنة، بعد أن رد في بدر وأحد، ومنذ أن أجيز من قبل القائد كانت له مشاركة فعلية في كل المشاهد، وبعد انتقاله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى قاتل وجاهد، فكان في جيش اليرموك، وشارك في فتح مصر وشمال أفريقيا.
وقد اشتهر بالحرص على الاتباع, وعرف بتحري الإفتاء، وكان يحضر مجالس التحديث, ويسأل عما غاب عنه مما سوغ لمحمد ابن الحنفية أن يقول فيه:"كان ابن عمر حبر هذه الأمة"، وقال عنه ابن مسعود:"إن أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله بن عمر", وقال جابر بن عبد الله: