المبذول {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} , فوجدت دعوته طريقها إلى قلوب الناس, وتبوأت السنة مكانتها عند المسلمين المستجيبين لما دعوا إليه.
٢- طبيعة الإسلام ونظامه الجديد، الذي جعل الناس يتساءلون عن أحكامه وعن رسوله وأهدافه، فكان بعض من يسمع بالدعوة يقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن الإسلام, فيعلن إسلامه, وينطلق إلى قومه ليبلغهم ما رأى, ويخبرهم ما سمع.
٣- نشاط أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في تلقي السنة, واندفاعهم في طلب العلم, وحرصهم على كل ما يصدر عن معلمهم حرص الضنين، وقد مر الكثير من صور تكريمهم له, وتهافتهم على وضوئه, وأتمارهم بأمره، وابتدارهم إلى طاعته.
٤- دور أمهات المؤمنين:
لا شك أنهن قمن بدور بارز في نشر السنة وتبليغها, وأسهمن بنصيب موفور في تبليغ الدين إلى نساء المؤمنين, فمعلوم أن هناك مسائل كثيرة تستحيي المرأة أن تستبينها من الرجل، وقد علم أنهن شكون كثرة مجالسة الرجال له, فقلن: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما فخصهن بيوم، ثم كان تقدير الله عز وجل واختياره نساء نبيه, مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات عالمات محدثات مشتهرات بالحرص على ذكر ما يتلى في بيوتهن من آيات الله والحكمة، وشاءت حكمة العلي القدير كثرة عددهن، فاجتمعن في عصمته, وبلغن تسع نسوة، ونبغ منهن الكثيرات.