الجمهور، إذ كيف يقبلونها وهم في نظرهم كفار؟ فكيف يأخذون عنهم دينهم؟ يكفيهم أن يستقوا ثم التعصب، وألوان التخبط من أئمتهم الجفاة القساة الذين لا علم لهم بالحديث, ولا تدبر لهم في الكتاب.
وهذا هو حال الأعم الأغلب منهم, ولا يتنافى مع وجود قلة قليلة منهم تفقهوا ونبغوا واشتغلوا بالرواية كعمران بن حطان، الذي أخرج البخاري روايته، مع أنه مبتدع، ويكفيه بدعة مدحه لأشقى القوم عبد الرحمن بن ملجم الذي انبعث لقتل علي رضي الله عنه وأرضاه وكرم الله وجهه.
ومع قول الخوارج بتكفير مرتكب الكبيرة، واعترافهم بأن الكذب كبيرة تجدهم قد انزلقوا فيه, وسقطوا في مهاويه.
قال الأستاذ الدكتور أبو زهو رحمه الله:"هذا ومع أن الخوارج يحكمون بكفر الكاذب, فقد وجد من بعضهم الوضع في الحديث, والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لتأييد مذاهبهم الباطلة حتى تروج لدى أتباعهم فابن الجوزي في مقدمة كتاب الموضوعات يروي عن ابن لهيعة أنه قال: سمعت شيخا من الخوارج تاب ورجع فجعل يقول: إن هذه الأحاديث دين فانظروا عمن تأخذون دينكم, فإنا كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثا, وهذا عبد الرحمن بن مهدي يقول فيما ينسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قولهم: "إذا أتاكم الحديث عني فأعرضوه على كتاب الله, فإن وافق كتابه الله فأنا قلته ... إلخ".
إن الخوارج والزنادقة وضعوا ذلك الحديث, وهذا ليس ببعيد من