وقد جرت كثرة مروياته عليه متاعب كثيرة, وأوغرت صدور بعض الحاقدين الذين يغيظهم أن تبلغ أحكام هذا الدين, ويتمنون أن لو أوتوا القدرة على هدم صرحه المتين، ولما تنكبوا السبيل إلى ذلك راحوا يتطاولون على العدول الناقلين, وأنى لهم النيل منهم ما كان حال الواحد منهم.
إلا كناطح صخرة يوما ليوهنها ... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
ولقد كان الصحابي الجليل "أبو هريرة" هدفا لكثير من محاولات الطعن والتشكيك قديما وحديثا, ولقد تجردت أقلام الحق للذب عنه, وممن حمل لواء الحق في هذه القضية: الأستاذ الدكتور/ محمد محمد أبو شهبة في كتابه "دفاع عن السنة", والأستاذ الدكتور/ محمد محمد السماحي في كتابه "أبو هريرة في الميزان", والأستاذ الدكتور/ مصطفى السباعي "السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي", والأستاذ الدكتور/ محمد عجاج الخطيب في كتابه "السنة قبل التدوين", ثم أفرد كتابا خاصا لراوية الإسلام أفاض في الترجمة له, وفي تقرير الشبه التي أثيرت حوله, وكان فارس الحلبة الغوار في دحض تلك المفتريات إبطال تلك الشبهات.
وقد جاء كتاب "أبو هريرة راوية الإسلام" في طبعته الثالثة في مائتين واثنتين وستين صحيفة من القطع الكبير.
قال بعد أن أطال في عرض سيرته: ذلكم أبو هريرة الذي عرفناه قبل إسلامه وبعد إسلامه, عرفناه في هجرته وصحبته للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.