وكانت ذكية فطنة نهمة في العلم شغوفة به, وقد سهل عليها مكانها في بيت النبوة واختلاطها بصاحب الوحي معرفة كثير من أحكام الشرع ومقاصده, وإليها يرجع الفضل الكبير في نقل أكثر ما يتعلق بالنساء من أحكام الإسلام, إذ كانت أكثر نسائه صلى الله عليه وسلم رواية عنه.
وتعد من أفقه الصحابة وقد شهد بعلمها وفقهها الصحابة والتابعون, كما كان لها علم بالطب، قال عنها ابن اختها عروة:"ما رأيت أحدا أعلم بالطب منها", وقال أيضا:"ما رأيت أحدا أعلم بالقرآن, ولا بفرضه ولا بحلال ولا حرام ولا بشعر ولا بحديث العرب والنسب من عائشة".
فلا غرابة أن نرى الصحابة والتابعين يلتفتون حولها يتفقهون بها، ويرجعون إليها في أمورهم, وفي هذا يقول قبيصة بن ذؤيب "كانت عائشة أعلم الناس يسألها أكابر الصحابة", وعن أبي موسى قال: ما أشكل علينا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما.
وكانت كريمة صاحبة وقار وهيبة، يحترمها كل من يلقاها وقد كرمها الصحابة والتابعون، روت عائشة رضي الله عنها عن الرسول الكريم الكثير الطيب، وروت عن أبيها وعن عمر وفاطمة وسعد بن أبي وقاص وأسيد بن حضير، وجذامة بنت وهب وحمزة بن عمرو.
وروى عنها الصحابة عمر, وابنه عبد الله, وأبو هريرة, وأبو موسى, وزيد بن خالد, وابن عباس, وربيعة بن عمرو الجرشي، والسائب بن يزيد, وغيرهم.