مقدما عليه، وقد كان رضي الله عنه خيرًا جوادًا معطاء متواضعا، مقبلا على شأنه، يكره الفتن، وقد لام أباه على تحيزه لفئة معاوية، وكره مخالفته خوف العقوق، فحضر معه موقعة صفين، لكن لم يكن فيها من المقاتلين، وإنما أغمد سيفه، وقد أصاب جملة من كتب أهل الكتاب، وأدمن النظر فيها ورأى فيها عجائب.
وقد خلف له أبواه أموالا عظيمة, وكان له عبيد وخدم, وله بستان بالطائف يسمى الوهط قيمة ألف ألف درهم، ولعله هو الذي أشار إليه بقوله: والله ما يرغبني في الحياة إلا الصادقة والوهط، والصادقة هي الصحيفة التي كتب فيها ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن استأذنه في الكتابة فأذن له، وقيل: إن الوهط حديقة كان قد وقفها أبوه على الفقراء وكان هو يقوم على رعاية حقوقهم فيها.
وقد قدم مصر مع أبيه، وطاب له فيها المقام، وحمل عنه المصريون علمًا كثيرًا.
وروى عبد الله عن كثيرين من الصحابة منهم عمر, وأبو الدرداء, ومعاذ, وعبد الرحمن بن عوف.
وروى عنه عبد الله بن عمر, والسائب بن يزيد, وابن المسيب، وطاوس, وعكرمة, وعروة, ومسروق, وغيرهم.
وروى له سبعمائة حديث، أخرج له الشيخان منها خمسة وأربعين، اتفقا على سبعة عشر, وانفرد البخاري بثمانية, ومسلم بعشرين، وأصح