للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كذبه، فإن كثيرا من كتبهم انقرضت نسخها, ثم لم يزالوا يحرفون ويبدلون"١.

هكذا بان لنا سلامة مقف الصحابة رضوان الله عليهم من كعب وأمثاله، بل وسلامة موقف كعب ووهب وانحراف الطاعنين عليهما وبهما فيمن تنزهت ساحته عن الطعن. على أن الذين ترجموا لكعب ووهب أجمعوا على أنه لا رواية لكعب في الصحيحين, وإنما ذكر اسمه في معرض ثناء معاوية رضي الله عنه عليه بقوله: "إن كان لَمِنْ أصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن أهل الكتاب, وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب", قال الحافظ ابن حجر: "قلت: هذا جميع ما له في البخاري, وليست هذه برواية عنه", ثم قال: "وقد وقع ذكر الرواية عنه في مواضع في مسلم في أواخر كتاب الإيمان, وفي حديث معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رفعه: "إذا أدى العبد حق الله, وحق مواليه, كان له أجران" , قال: فحدثت به كعبا, فقال كعب: "ليس عليه حساب, ولا على مؤمن مزهد"٢.


١ الأنوار الكاشفة ص٩٧-٩٩ بتصرف.
٢ مُزهد بضم الميم وإسكان الزاي: قليل المال, والمراد بهذا الكلام؛ أن العبد إذا أدى حق الله تعالى, وحق مواليه, فليس عليه حساب لكثرة أجره وعدم معصيته, وهذا الذي قاله كعب يحتمل أنه أخذه توقيف, ويحتمل أنه بالاجتهاد؛ لأن من رجحت حسناته وأوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورًا, والحديث كما أخرجه مسلم في آخر كتاب الأيمان والنذور ج١١، ص١٣٦ بشرح النووي, أخرجه البخاري في عدة مواضع دون ذكر كعب في الرواية.

<<  <   >  >>