يهود فأسلم, وقدم المدينة, ثم خرج إلى الشام, فسكن حمص حتى توفي بها سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان, وقيل: سنة أربع وثلاثين.
وقد ذكر ابن سعد قصة إسلامه, وفحواها أن أباه أعطاه كتابا مختوما, وأوصاه أن لا يفض ختمه، فلما توفي أبوه دار في خاطره أن في الكتاب سرًّا ففتحه, وقرأ ما فيه من أوصاف النبي الأمي وأمته, فأسلم.
وكان ذلك جوابه على من سأله عن تأخر إسلامه، وقد بالغ أبو رية في استبعاد هذه القصة واستغرباها, ورمى كعبا باختلاقها، ولا غرابة في هذا, بل الغرابة كل الغرابة في استبعاد ما قرره القرآن, ورمي البرآء بالإفك والبهتان.
والأعجب والأغرب أن تضيع مقاييس الزمان, فيكون التابعي "وهب بن منبه" واحدًا ممن رمى الصحابة بالأخذ عنهم, وتنوقلت الإسرائيليات بواسطتها.