للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تلك الطاعة بطاعته جل في علاه فربما ينظمها أمر واحد، وربما تنفرد كل طاعة بأمر على استقلالها.

فالمؤمنون يقرءون في سورة آل عمران من كتاب ربهم المكنون: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ، قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} ١ وبعد تسع وتسعين آية يقرءون في نفس السورة: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} ٢.

سورة النساء تؤكد على وجوب طاعة الرسول والتحاكم إليه:

ثم يجيء إفراد كل من الطاعتين على الاستقلال في سورة النساء {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} ٣.

وأعجب كل العجب لإفراده طاعته بأمر وطاعة رسوله كذلك, ثم تأمل دمج طاعة أولي الأمر في طاعته تعالى, وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم, وإيجابه علينا رد ما يعرض فيه التنازع إلى الله ورسوله, وبعد خمس آيات يجيء قسم أصدق القائلين, ففيم القسم؟ وعلام يقسم؟ على نفي الإيمان عن كل من لم يحتكم إليه ويحكمه فيما شجر أو ظهر من نزاع، بل ولا يكتفي


١ سورة آل عمران ٣١، ٣٢.
٢ سورة آل عمران ١٣٢.
٣ سورة النساء ٥٩.

<<  <   >  >>