للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من التضرع والدعاء؛ لأن الآية مصدرة بواو العطف المقتضية التشريك في الحكم، فهم داخلون في عموم المدح والثناء, وتضرعهم بهذا الدعاء برهان تمكنهم في الفضل.

وجاء في الصحيح أيضا: "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم" ١.

فأشعر هذا بامتداد الفضل وتتابعه، ومما يشعر بذلك أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: "طوبى لمن رآني وآمن بي, وطوبى لمن رأى من رآني" ٢.

ومما يشعر بمكانتهم وضرورة الاستماع منهم والأخذ عنهم قوله صلى الله عليه وسلم: "تسمعون ويُسمع منكم، ويُسمع ممن يَسمع منكم" ٣.

وليس هناك حد زمني يفصل الصحابة عن التابعين، وبعبارة أخرى ليست هناك حقبة زمنية يمكن اختصاص هؤلاء أو أولئك بها، فقد يدرك التابعين زمن النبي صلى الله عليه وسلم لكن لا يلقاه, أو لا يؤمن به إلا بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى، فلا يعد صحابيا، وإنما يقال له: تابعي, ويوصف بأنه مخضرم.

وعليه فالتابعون يلتقون مع الصحابة في بكرة الأمر، وأيضا يعايش


١ أخرجه البخاري في فضائل الصحابة ج٨ ص٥،٦ بهامش فتح الباري وأخرجه في كتاب الرقاق.
٢ رواه الإمام أحمد المسند في عدة مواضع ج٣ ص٧١, ج٥ ص٢٤٨.
٣ رواه أبو داود في سننه ج٣، ص٣٣٨, والحاكم في معرفة علم الحديث ص٢٧, وفي المستدرك ج١، ص٩٥, وابن عبد البر في جامع بيان العلم ج١، ص٤٣.

<<  <   >  >>