للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكثير من اهتمامهم إلى الرد على هؤلاء ودحض شبههم وما أكثر ما عقد المحدثون أبوابا للربط بين الإيمان والقول والعمل, ولبيان أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالعصية, ويكفيك أن تقرأ "خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر" هكذا ترجم البخاري في صحيحه ثم نقل في تأكيدها هذا المعنى عن إبراهيم التيمي١, قال: ما عرضت قولي على عمل إلا خشيت أن أكون مكذبًا".

وقال ابن أبي مليكة٢: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه, ما منهم أحد يقول: إنه على إيمان جبريل وميكائيل.


١ هو ابن يزيد بن شريك التيمي أبو أسماء, قيل: قتله الحجاج, وقيل: مات في سجنه لما طلب الإمام إبراهيم النخعي, فوقع الرسول بإبراهيم التيمي, فأخذه وحبسه, فقيل له: ليس إياك أراد, فقال: أكره أن أدفع عن نفسي وأكون سببا لحبس رجل مسلم بريء الساحة, فصبر في السجن حتى مات سنة اثنتين وتسعين, وهو ثقة, روى له الجماعة. عمدة القاري ج١، ص٢٧٥ بتصرف.
٢ هو عبد الله بن عبيد الله -بتكبير الابن وتصغير الأب- واسم ابن مليكة بضم الميم زهير بن عبد الله بن جدعان بن عمر بن كعب بن تيم بن مرة القرشي التيمي المكي الأحول, كان قاضيا لابن الزبير ومؤذنا, اتفق على جلالته, سمع العبادلة الأربعة وعائشة وأختها أسماء وأم سلمة وأبا هريرة وعتبة بن الحارث والمسور بن مخرمة, وأدرك بالسن جماعة, ولم يسمع منهم كعلي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما, مات سنة سبع عشرة ومائة, وروى له الجماعة. عمدة القاري ج١ ص٢٧٥.

<<  <   >  >>