للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البيانية التي أعجز بها القرآن أرباب البلاغة والبيان، وأساطين الفصاحة, وخامس يتتبع القراءات، وسادس يبتغي توضيح غريب الكلمات، وهناك من جمع شتات هذه الأبحاث كلها فأمعن النظر في الآيات مستنبطا وجوه تأويلها من الروايات, أو محاولا تفسيرها في ضوء ما صح عند أهل اللغة من استعمالات، فتنوع التفسير إلى تفسير بالمأثور، وتفسير بالرأي، وتنوع الأخير إلى محمود ومذموم، وتعددت إذن الاتجاهات وكثرت الموارد والمشارب، وتملكت الناس المآرب، وتفاوتت الأذواق، واختلفت المدارك، مما تطلب البحث في مناهج المفسرين تقييما لجهودهم وتمييزا بين منحرفهم ومستقيمهم وتفريقا بين صحيحهم وسقيمهم، فنشأ علم جديد عرف باسم "مناهج المفسرين" اعتمدت مادته على تتبع ما كتبه المفسر والخطوات التي اتخذها في تفسيره، والنهج الذي سلكه فيه، ومقارنته بمشابهه في ذلك أو محاكيه، وانساحت مباحث هذا العلم الجديد قديما في كتب علوم القرآن "كالبرهان في علوم القران لأبي عبد الله بدر الدين محمد بن بهادر الزركشي المتوفى سنة أربع وتسعين وسبعمائة" و"الإتقان للجلال الدين السيوطي المتوفى في سنة إحدى عشر وتسعمائة", ولن يبعد النجعة من اعتبر الحواشي التي حشي بها على كتب معينة مادة خصبة لمناهج المفسرين ذلك أن المحشي غالبا ما يتعقب المحشي عليه يلاحقه بالنقد والتمحيص.

ولم تكن السنة عند ذوي الألباب، ولن تكون أقل شأنا من الكتاب، فقد حظيت بما حظي به من الاهتمام، واحتفدت حولها الأفهام وتكاتفت الجهود خدمة لحديث خير الأنام، وماذا يعني حديثه صلى الله

<<  <   >  >>