وترجمان القرآن، وهو صاحب تاريخ الخلفاء، ونظم العقيان في تراجم الأعيان، وبغية الوعاة في تراجم اللغويين والنحاة، وطبقات المفسرين، وطبقات المحدثين، وحسن المحاضرة.
وهو صاحب الهمع على اللمع، والأشباه والنظائر في النحو، وعشرات المصنفات بل ومئاتها، فقد وصلت كتبه إلى خمسمائة مصنف, وقد كان يكتب في كل يوم كراسة, وقال عن نفسه: إنه حفظ مائتي ألف حديث، ولو وجد أكثر لحفظ، وأنه بلغ حد الاجتهاد، وأنه نبغ في أكثر العلوم، وما أعياه إلا علم الحساب، وعلم الفلك، وقد توفي السيوطي سنة إحدى عشر وتسعمائة١.
وقد كان من مؤلفاته على الموطأ:"تنوير الحوالك شرح على موطأ مالك", وهو كما يظهر اسمه أنه شرح للموطأ له مقدمة مشتملة على سبع فوائد، تكلم فيها عن الإمام مالك وفضله, ثم عن كتابة الحديث والنصوص في ذلك, ثم عن فضل الموطأ ومكانته بين كتب الحديث, ثم عن عدد أحاديثه واختلاف رواياته عن مالك, ثم سرد العديد من شراحه وشروحه.
وقد نهج في الشرح نهج المحدثين، فتكلم على أسانيد الأحاديث واختلاف الرواة، ورفع الموقوف وإسناد المرسل ووصل المنقطع، وعنى ببيان الغريب من ألفاظ الحديث، ولم يعول على ذكر المذاهب الفقهية.
١ انظر ترجمته عن نفسه في كتاب حسن المحاضرة ج١، ص٣٣٥-٣٤٤.