أن الجماعة رووا له, وأخرجوا حديثه, ورمز له الذهبي بالرمز "صح" إشارة إلى أن العملَ على توثيقه, ثم قال عنه:"أحد الأعلام الثقات يدلس, وهو في نفسه مجمع على ثقته مع كونه قد تزوج نحوا من سبعين امرأة نكاح المتعة, كان يرى الرخصة في ذلك, وكان فقيه أهل مكة في زمانه.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أبي: بعض هذه الأحاديث, التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة, كان ابن جريج لا يبالي من أين يأخذها -يعني قوله: "أخبرت وحدثت عن فلان"١.
والمحدثون مجمعون على قبول تدليس الثقات إذا صرحوا بالسماع, وهم يرون أن تدليسهم نوع من الإرسال لما ثبتت صحته عند المدلس.
ولا تقدم في الحكم على رواية هذا الرجل أحدًا على أصحاب الكتب الستة, سيما البخاري ومسلم, فمثل هؤلاء الأعلام أجل من أن يخفى عليهم وجه الصواب.
وهاك طائفة من شهادات أئمة الجرح والتعديل في ابن جريج:
قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: من أول من صنف الكتب؟ قال: ابن جريج وابن أبي عروبة. وقال طلحة بن عمر المكي: قلت لعطاء: من نسأل بعدك؟ قال: هذا الفتى إن عاش. وقال عطاء: شاب أهل الحجاز ابن جريج.